أحلى الحكايات من كتاب الأذكياء
لابن الجوزي
من ذكاء العلماء والفقهاء – الجزء الثاني
· وبلغنا أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة فشكا له أنه دفن مالا في موضع ولا يذكر الموضع , فقال أبو حنيفة :
ليس هذا فقها فأحتال لك فيه , ولكن اذهب فصلّ الليلة إلى الغداة , فانك ستذكره إن شاء الله تعالى .
ففعل الرجل ذلك , فلم يمض إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع, فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال :
قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى تذكر, فهلا أتممت ليلتك شكرا لله عز وجلّ .
· كان عند الرشيد جارية من جواريه وبحضرته عقد جوهر, فأخذ يقلّبه ففقده فاتهمها , فسألها عن ذلك , فأنكرت . فحلف بالطلاق و الإعتاق والحج لتصدقنه , فأقامت على الإنكار وهو متهم لها .
و خاف أن يكون قد حنث في يمينه , فاستدعى أبا يوسف و قصّ عليه القصة , فقال أبو يوسف :
تخليني مع الجارية و خادم معنا حتى أخرجك من يمينك .
ففعل ذلك . فقال لها أبو يوسف :
إذا سألك أمير المؤمنين عن العقد فأنكريه , فإذا أعاد عليك السؤال فقولي : " قد أخذته ", فإذا أعاد عليك الثالثة فأنكري, وخرج, وقال للخادم : لا تق لأمير المؤمنين ما جرى .
ثم قال للرشيد : سلها يا أمير المؤمنين ثلاث دفعات متواليات عن العقد , فإنها تصدقك .
فدخل الرشيد فسألها, فأنكرت أول مرّة , وسألها الثانية , فقالت :" نعم قد أخذته " , فقال :" أي شيء تقولين ؟" , فقالت : " والله ما أخذته ولكن هكذا قال لي أبو يوسف ".
فخرج إليه فقال : ما هذا ؟
قال : يا أمير المؤمنين , قد خرجت عن يمينك لأنها أخبرتك قد أخذته , وأخبرتك أنها لم تأخذه , فلا يخلو أن تكون صادقة في أحد القولين , وقد خرجت أنت من يمينك .
فسرّ ووصل أبا يوسف , فلما كان بعد مدة وجد العقد .
· وبلغنا أن الرشيد قال لأبي يوسف :
ما تقول في الفلوذج و اللوزينج , أيهما أطيب ؟
فقال: يا أمير المؤمنين , لا اقضي بين غائبين .
فأمر بإحضارهما , فجعل أبو يوسف يأكل من هذه لقمة ومن ذاك أخرى حتى نصّف جاميهما , ثم قال : يا أمير المؤمنين , ما رأيت خصمين أجدل منهما , كلما أردت أن أسجل لأحدهما أدلى الآخر بحجة .
· و روي أن المتوكّل قال : رأيت الشافعي و قد جاءه رجل يسأله عن مسألة , فقال : من أهل صنعاء أنت ؟ قال : نعم . قال : فلعلك حداد ؟ قال : نعم .
حدثنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي وقد سأله رجل فقال : حلفت بالطلاق إن أكلت هذه الثمرة أو رميت بها . قال : تأكل نصفها وترمي نصفها .
· وروي أن المتوكّل قال :
أشتهي أن أنادم أبا العيناء , لولا أنه ضرير .
فقال أبو العيناء :
إن عفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتم , فاني أصلح .
وسئل أبو العيناء عن حماد بن زيد بن درهم , وعن حمّاد بن سلمة بن دينار فقال : بينهما في القدر ما بين أبوابهما في الصرف .
· جاء رجل إلى ابن عقيل فقال : إني كلما أنغمس في النهر غمستين وثلاثا لا أتيقن أنه قد غمسني الماء , ولا أني قد تطهرت فكيف أصنع ؟
فقال له : لا تصلي .
فقيل له : كيف قلت هذا ؟
قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يبلغ , وعن النائم حتى ينتبه , وعن المجنون حتى يفيق ", ومن ينغمس في النهر مرة أو مرتين أو ثلاثا ويظن أنه ما اغتسل فهو مجنون .
· ومن المنقول عن بعض الفقهاء , أن رجلا قال له : إذا نزعت ثيابي و دخلت النهر أغتسل , لأتوجه إلى القبلة أم إلى غيرها؟
قال : توجه إلى ثيابك التي نزعتها .
لابن الجوزي
من ذكاء العلماء والفقهاء – الجزء الثاني
· وبلغنا أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة فشكا له أنه دفن مالا في موضع ولا يذكر الموضع , فقال أبو حنيفة :
ليس هذا فقها فأحتال لك فيه , ولكن اذهب فصلّ الليلة إلى الغداة , فانك ستذكره إن شاء الله تعالى .
ففعل الرجل ذلك , فلم يمض إلا أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع, فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال :
قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي حتى تذكر, فهلا أتممت ليلتك شكرا لله عز وجلّ .
· كان عند الرشيد جارية من جواريه وبحضرته عقد جوهر, فأخذ يقلّبه ففقده فاتهمها , فسألها عن ذلك , فأنكرت . فحلف بالطلاق و الإعتاق والحج لتصدقنه , فأقامت على الإنكار وهو متهم لها .
و خاف أن يكون قد حنث في يمينه , فاستدعى أبا يوسف و قصّ عليه القصة , فقال أبو يوسف :
تخليني مع الجارية و خادم معنا حتى أخرجك من يمينك .
ففعل ذلك . فقال لها أبو يوسف :
إذا سألك أمير المؤمنين عن العقد فأنكريه , فإذا أعاد عليك السؤال فقولي : " قد أخذته ", فإذا أعاد عليك الثالثة فأنكري, وخرج, وقال للخادم : لا تق لأمير المؤمنين ما جرى .
ثم قال للرشيد : سلها يا أمير المؤمنين ثلاث دفعات متواليات عن العقد , فإنها تصدقك .
فدخل الرشيد فسألها, فأنكرت أول مرّة , وسألها الثانية , فقالت :" نعم قد أخذته " , فقال :" أي شيء تقولين ؟" , فقالت : " والله ما أخذته ولكن هكذا قال لي أبو يوسف ".
فخرج إليه فقال : ما هذا ؟
قال : يا أمير المؤمنين , قد خرجت عن يمينك لأنها أخبرتك قد أخذته , وأخبرتك أنها لم تأخذه , فلا يخلو أن تكون صادقة في أحد القولين , وقد خرجت أنت من يمينك .
فسرّ ووصل أبا يوسف , فلما كان بعد مدة وجد العقد .
· وبلغنا أن الرشيد قال لأبي يوسف :
ما تقول في الفلوذج و اللوزينج , أيهما أطيب ؟
فقال: يا أمير المؤمنين , لا اقضي بين غائبين .
فأمر بإحضارهما , فجعل أبو يوسف يأكل من هذه لقمة ومن ذاك أخرى حتى نصّف جاميهما , ثم قال : يا أمير المؤمنين , ما رأيت خصمين أجدل منهما , كلما أردت أن أسجل لأحدهما أدلى الآخر بحجة .
· و روي أن المتوكّل قال : رأيت الشافعي و قد جاءه رجل يسأله عن مسألة , فقال : من أهل صنعاء أنت ؟ قال : نعم . قال : فلعلك حداد ؟ قال : نعم .
حدثنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي وقد سأله رجل فقال : حلفت بالطلاق إن أكلت هذه الثمرة أو رميت بها . قال : تأكل نصفها وترمي نصفها .
· وروي أن المتوكّل قال :
أشتهي أن أنادم أبا العيناء , لولا أنه ضرير .
فقال أبو العيناء :
إن عفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتم , فاني أصلح .
وسئل أبو العيناء عن حماد بن زيد بن درهم , وعن حمّاد بن سلمة بن دينار فقال : بينهما في القدر ما بين أبوابهما في الصرف .
· جاء رجل إلى ابن عقيل فقال : إني كلما أنغمس في النهر غمستين وثلاثا لا أتيقن أنه قد غمسني الماء , ولا أني قد تطهرت فكيف أصنع ؟
فقال له : لا تصلي .
فقيل له : كيف قلت هذا ؟
قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يبلغ , وعن النائم حتى ينتبه , وعن المجنون حتى يفيق ", ومن ينغمس في النهر مرة أو مرتين أو ثلاثا ويظن أنه ما اغتسل فهو مجنون .
· ومن المنقول عن بعض الفقهاء , أن رجلا قال له : إذا نزعت ثيابي و دخلت النهر أغتسل , لأتوجه إلى القبلة أم إلى غيرها؟
قال : توجه إلى ثيابك التي نزعتها .