صحابة و صحابيات
حذيفة بن اليمان
نسب حذيفة بن اليمان :
هو أبو عبد الله حذيفة بن حُسَيْل اليمان من بني عبس ، جاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما إلى رسول الله واعتنقوا الإسلام ، وكان صاحب سر رسول الله ، ولقد نما في ظل هذا الدين ، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه والسرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مأتي الفتن ، ومسالك الشرور ليتقيها .
لقد كان في إيمانه وولائه قويًّا ، فها هو يرى والده يُقتل خطأً يوم أُحد بأيدي مسلمة ؛ فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه : أبي ! أبي ! إنه أبي !. و لكن أمر الله I قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر إليهم إشفاقًا وقال : " يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين". ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة ، وبعد انتهاء المعركة علم الرسول بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر رضي الله عنهما ، ولكن تصدَّق بها حذيفة على المسلمين ، فازداد الرسول له حبًّا وتقديرًا .
من مواقف حذيفة بن اليمان مع الرسول:
حذيفة بن اليمان يسأل عن الشر :
عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : " نعم ". قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : " نعم ، وفيه دخن". قلت : وما دخنه ؟ قال : "قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر". قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : " نعم ، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ". قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا. فقال : " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ". قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ".
قم يا حذيفة :
عن بلال العبسي ، عن حذيفة بن اليمان أن الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً ، فأتاني رسول الله وأنا جاثٍ من البرد ، وقال : " يا ابن اليمان ، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب ، فانظر إلى حالهم ". قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياءً منك من البرد . قال : " فابرز الحَرَّة وبرد الصبح ، انطلق يا بن اليمان ، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ ". فانطلق حذيفة إلى معسكرهم وعرف أخبارهم ، ثم أتى رسول الله وهو قائم يصلي ، فلما فرغمن صلاته قال: " ابن اليمان اقعد ، ما الخبر؟" قلت : يا رسول الله ، تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صبَّ الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ، ولكنَّا نرجو من الله ما لا يرجو .
صاحب سر رسول الله :
عن زاذان ، عن حذيفة قال: قالوا : يا رسول الله ، لو استخلفت . قال : " إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم ، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه ، وما أقرأكم عبد الله فاقرءوه ".
وعن زيد بن وهب في قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [ التوبة : 12] قال : كنا عند حذيفة ، فقال : " ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ، ولا من المنافقين إلا أربعة". فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبروننا فلا ندري ، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلافنا ؟! قال : " أولئك الفساق ، أَجَلْ ، لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لما وجد برده ".
من أحاديث حذيفة بن اليمان عن النبي:
عن مسلم بن نذير ، عن حذيفة قال : قلت يا رسول الله ، إني رجل ذَرِب اللسان ، وإن عامة ذلك على أهلي . قال : " فأين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ".
عن حذيفة قال : أتيتُ رسول الله في مرضه الذي توفاه الله فيه، فقلت : يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟! فردَّ عليَّ بما شاء الله ، ثم قال : " يا حذيفة ، ادْنُ منِّي ". فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال : "يا حُذيفة، إنه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعًا أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عاريًا أراد به الله ، أدخله الله الجنة ". فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول الله .
معركة نهاوند :
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفًا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مُقَرِّن ، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول : " إذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعًا النعمان بن مقرن ، فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فإذا استشهد فجرير بن عبد الله ..". و هكذا استمر يختار قوّاد المعركة حتى سمى منهم سبعة .
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدًا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليًا ، وأوصى بألاَّ يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريمًا له ، ثم هجم على الفرس صائحًا : "الله أكبر ، صدق وعده ، الله أكبر ، نصر جنده " ثم نادى المسلمين قائلاً : " يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار" . وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس ، وكان فتح همدان والريّ و الدينورعلى يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نَصِيبين ، وتزوّج فيها .
فضل حذيفة بن اليمان :
قال الرسول : "ما من نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر؛ سبعة من قريش : عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر، وسبعة من المهاجرين : عبد الله بن مسعود وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال " رضوان الله عليهم .
وقال عمر بن الخطاب لأصحابه : " تمنّوا ". فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر: " لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله " .
من أقوال حذيفة بن اليمان :
لحذيفة بن اليمان أقوال بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة، ومن ذلك قوله للمسلمين : " ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه ".
وفاة حذيفة بن اليمان :
لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعًا شديدًا و بكى بكاءً كثيرًا ، فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : " ما أبكي أسفًا على الدنيا ، بل الموت أحب إليَّ ، ولكنِّي لا أدري على ما أقدم على رضًا أم على سخطٍ ". تُوُفِّي بالمدائن في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين .
حذيفة بن اليمان
نسب حذيفة بن اليمان :
هو أبو عبد الله حذيفة بن حُسَيْل اليمان من بني عبس ، جاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما إلى رسول الله واعتنقوا الإسلام ، وكان صاحب سر رسول الله ، ولقد نما في ظل هذا الدين ، وكانت له موهبة في قراءة الوجوه والسرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مأتي الفتن ، ومسالك الشرور ليتقيها .
لقد كان في إيمانه وولائه قويًّا ، فها هو يرى والده يُقتل خطأً يوم أُحد بأيدي مسلمة ؛ فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه : أبي ! أبي ! إنه أبي !. و لكن أمر الله I قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر إليهم إشفاقًا وقال : " يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين". ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة ، وبعد انتهاء المعركة علم الرسول بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر رضي الله عنهما ، ولكن تصدَّق بها حذيفة على المسلمين ، فازداد الرسول له حبًّا وتقديرًا .
من مواقف حذيفة بن اليمان مع الرسول:
حذيفة بن اليمان يسأل عن الشر :
عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : " نعم ". قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : " نعم ، وفيه دخن". قلت : وما دخنه ؟ قال : "قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر". قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : " نعم ، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ". قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا. فقال : " هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ". قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ".
قم يا حذيفة :
عن بلال العبسي ، عن حذيفة بن اليمان أن الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً ، فأتاني رسول الله وأنا جاثٍ من البرد ، وقال : " يا ابن اليمان ، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب ، فانظر إلى حالهم ". قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياءً منك من البرد . قال : " فابرز الحَرَّة وبرد الصبح ، انطلق يا بن اليمان ، ولا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إليَّ ". فانطلق حذيفة إلى معسكرهم وعرف أخبارهم ، ثم أتى رسول الله وهو قائم يصلي ، فلما فرغمن صلاته قال: " ابن اليمان اقعد ، ما الخبر؟" قلت : يا رسول الله ، تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا عصبة توقد النار، قد صبَّ الله عليه من البرد مثل الذي صب علينا ، ولكنَّا نرجو من الله ما لا يرجو .
صاحب سر رسول الله :
عن زاذان ، عن حذيفة قال: قالوا : يا رسول الله ، لو استخلفت . قال : " إن استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم ، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه ، وما أقرأكم عبد الله فاقرءوه ".
وعن زيد بن وهب في قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [ التوبة : 12] قال : كنا عند حذيفة ، فقال : " ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ، ولا من المنافقين إلا أربعة". فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبروننا فلا ندري ، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلافنا ؟! قال : " أولئك الفساق ، أَجَلْ ، لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لما وجد برده ".
من أحاديث حذيفة بن اليمان عن النبي:
عن مسلم بن نذير ، عن حذيفة قال : قلت يا رسول الله ، إني رجل ذَرِب اللسان ، وإن عامة ذلك على أهلي . قال : " فأين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ".
عن حذيفة قال : أتيتُ رسول الله في مرضه الذي توفاه الله فيه، فقلت : يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟! فردَّ عليَّ بما شاء الله ، ثم قال : " يا حذيفة ، ادْنُ منِّي ". فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال : "يا حُذيفة، إنه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعًا أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عاريًا أراد به الله ، أدخله الله الجنة ". فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول الله .
معركة نهاوند :
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفًا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مُقَرِّن ، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول : " إذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعًا النعمان بن مقرن ، فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فإذا استشهد فجرير بن عبد الله ..". و هكذا استمر يختار قوّاد المعركة حتى سمى منهم سبعة .
والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدًا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليًا ، وأوصى بألاَّ يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريمًا له ، ثم هجم على الفرس صائحًا : "الله أكبر ، صدق وعده ، الله أكبر ، نصر جنده " ثم نادى المسلمين قائلاً : " يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار" . وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس ، وكان فتح همدان والريّ و الدينورعلى يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نَصِيبين ، وتزوّج فيها .
فضل حذيفة بن اليمان :
قال الرسول : "ما من نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر؛ سبعة من قريش : عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر، وسبعة من المهاجرين : عبد الله بن مسعود وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال " رضوان الله عليهم .
وقال عمر بن الخطاب لأصحابه : " تمنّوا ". فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر: " لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله " .
من أقوال حذيفة بن اليمان :
لحذيفة بن اليمان أقوال بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة، ومن ذلك قوله للمسلمين : " ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه ".
وفاة حذيفة بن اليمان :
لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعًا شديدًا و بكى بكاءً كثيرًا ، فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : " ما أبكي أسفًا على الدنيا ، بل الموت أحب إليَّ ، ولكنِّي لا أدري على ما أقدم على رضًا أم على سخطٍ ". تُوُفِّي بالمدائن في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين .